][ قلت آه لكن من يسد بمكانه ][

][ قلت آه لكن من يسد بمكانه ][

شطر بيت شعري يحضر دائماً في مخيلتي عندما أفقدُ أي عظيم كان ..

أيام قلائل ويترجّل ( عظيم زمانه ) عن مشوار حافل امتد لعقدين من الزمن بحلوهِ ومُرّه ..

هذا حالنا ،، وهذا قدرنا،،

أيام قلائل ونودّع خير من ركل الكرة في ملاعبنا وحينما أقول خير من ركل الكرة فأنا أعني ما أقول فميزاني في عظمة أي لاعب كرة قدم هو [ ما إنجازاته؟ وهل هو مؤثر على كتيبة فريقه أم لا ] ؟

خمسة وعشرون لقباً ساهم بها ( عظيمنا ) مع ناديه بشكل مباشر ،،
ثلاثة ألقاب وتأهل رباعي لكأس العالم ( وكابتن لآخر مونديالين وأكثر لاعب في تاريخ الكرة السعودية إحرازاً لأهداف مؤهلة لنهائيات كأس العالم وفي النهائيات أيضاً من كأس العالم بواقع 18 هدفاً ) ..

إنجازات تخلّده وتجعله أبرز لاعب في تاريخ الكرة السعودية منذ بداية ركل الكرة في ملاعبنا لحد كتابة أسطري هذه ..

لم أبالغ !
ولم أجامل !
فالأرقام لا تكذب !
والتاريخ مهمته هي [ حفظ الإنجازات لا العثرات ] ..

لاعب كوّن لنفسه جماهيرية تضاهي جماهير أندية مجتمعة لسبب بسيط ألا وهو أنه [ حاسم وينشـّـد به الظهر ] ..

فلم يتجاوز الــ 18 إلا وهو يحسم الدوري المحلي لفئة الكبار !! ( 8- 0 الهلال ضد الرائد)
وأيضاً لم يكتفِ بهذا فحسب بل قرنه بإحرازه لهداف الدوري وهو في عز ( مراهقته)!!

فوّجهت إليه سهام ( الحقد والنيل منه في سن مبكرة قد تعصف برموز اللعبة مهما وصلوا من ثقة بأنفسهم )!
ولكن لأنه ( سامي ) فقد بدأ معهم بمبدأ ( دق الخشوم ) وسنة وراء سنة يتفوق سامي ويكبر ،، ويخسر من كان ضده ويصغر ،،

علقت آمالي عليه من بعد الله ،، فكان رهاني الذي لا أخسره إلا ( بفعل فاعل ) !!

حسم دوري1410هـ وهو لم يتجاوز عمره الــ18 ،، وأهـّــل منتخب بلاده مراراً وتكراراً كان آخرها وهو قد تجاوز الــ 34عاماً !!!

كلما أتذكر ( قلبه لنهائي الدوري 1416هــ أمام الأهلي في جدة وحسمه لدوري طويل ومتعب ومتقلب وهو لم يتجاوز الــ24 أشعر بالفخر أن هذا اللاعب في نادي الهلال ) ..

إذا تذكرت جندلته للاعبي آسيا وجعلهم ( يحبون على أيديهم ) وفوق هذا كله يجلب لناديه الكؤوس والميداليات أشعر بالسعادة بأنني ( شهدت على نجوميته ) ...

إذا استرجعت ذاكراتي وتذكرت مباريات التنافس ( سابقاً ) والديربي مع النصراويين وكيفية تسحيبهم على العشب الأخضر وتسابقهم على أخذ الكروت الملونة لوقف هذا اللاعب ( بالقوة )! أشعر بالغبطة ..

إذا ( هوجست ) وتذكرت نهائي الدوري التاريخي 1418هـ أمام الشباب وهدفه الذي عـُـدّ من أفضل الأهداف وأحلاها منذ نشأة الملعب لحد كتابة هذه الأسطر ( أنظر إلى المناسبة ومن في المقصورة الرئيسة للملعب عندها ستــُـقرّ بأنه الأجمل ) أشعر من هواجيسي أني محسود بحبّ هذا اللاعب وبناديه ...

إذا ( رجعت بذاكرتك ) وتخاطبت معها وقلت لها [ متى عرفنا كأس العالم وكأس الخليج على نطاق المنتخب الأول ] ؟
عندها ستسبقك ذاكرتك وتقول لك [ ما فيه إلا هو اللي علمنا لهالكؤوس وجرأنا على زيارتها مراراً وتكراراً ] !!

( 2006 م ) أعلن سامي الاعتزال الدولي فقط والاستمرار مع الهلال ولكن هيهات لسامي أن يتفرّد بالقرار ! فالمناسبة أصبحت عظيمة وتاريخية والفارس هو ذلك الشخص الذي عرّفنا على العالم لذلك أتت الأوامر ( من فوق ) أن يرجع سامي ليؤهل المنتخب للمرة الرابعة في تاريخه لرد الدّين له على ما قام به من إنجازات تفتخر بها مملكته ،،

رجع سامي ( مأموراً لخدمة منتخبه ) وأهــّــل منتخب بلاده لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا وكان خير هدية ٍ يقدمها سامي لبلاده ..
تمادى سامي بضرب وجوه ( كارهيه ) وأحرز هدفاً مونديالياً ( ثالثاً له ) ليبصم بأنه الأبرز والأقوى والأفضل بتاريخ الكرة السعودية ،،،

بعد هذا المجد الكروي المبهر والأخــّــاذ ألا يستحق أن نحضر حفل اعتزاله !!

لا أظن أن تذكرة دخول ملعب (مهما كان سعرها ) ستحرمنا من ردّ الوفاء للاعب رفع رؤوسنا ( كروياً ) عالياً ، وجعلنا نجابهُ الأندية جميعها وفوق هذا كله ( يكون الانتصار لنا وله ) !!!

لا أتوقع أن أحداً منا لا يريد رؤية سامي في عرسه الأخير والملعب كله ( مُنارٌ بأمره ) ويتحجّج بغلاء التذكرة وبالتوقيت السيء( من وجهة نظر البعض ) !!

سامي قدّم لنا كهلاليين الشيء الكثير ..
جلب لنا الابتسامة كثيراً ..
أسّس لنا مبدأ [ دق الخشوم ] ..
جعلنا نتوكّل على الله ثم عليه وأصبح درعنا الدائم أمام الخصوم ،،

ألا يستحق منا هذا [ الأعجوبة ] أن نحضر لتكريمه ولتوديعه للمرة الأخيرة !!

المرة الأخيرة التي نشاهده بلباس ( الهلال ) !!

أما أنا ( وأعوذ بالله من الأنا ) سأحضر لو كانت التذكرة باهظة الثمن ،،
سامي أجبرتني أن أترأس ( المجالس الرياضية وأسكتهم بهلالي الذي كان ولا زال وسيزال الرقم الصعب في رياضتنا الآسيوية )

ارتاح يا سامي ..
فمحبيك سيحضرون مهما كلفهم الأمر لأنهم يعون َ أن المحتفى به هو [ رأس مال الهلال في العقدين الآخيرين ] ..

ارتاح يا سامي ..
فما خططت له قد تحقق ( وزيادة ) لأنك [ سليم النيّة ] ونيّتك هي من قادتك للنجاح المبهر في حياتك الرياضية ،،،

ارتاح يا سامي ..
فهلالك في أيدي أمينة ،، فما سعيت إليه صار وتحقق ،، وما تمنيتَ أن يكون له سيتحقق بوجود لاعبين أكفاء ( تشرّفوا باللعب معك وتشرّبوا حب الهلال الذي لا يليق إلا بك )..

عشْ يا سامي حياة هانئة هادئة فبقدومك جلبت لهلالنا الهناء والهدوء المقرون بالبطولات والإنجازات والأولويات ..

عشْ يا سامي مرتاح البال ،، فقواعدك في هلالك [ باقية ] فأنت مهندسها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،،،،

عشْ يا سامي قرير العين ،، فلا نأبه أحداً كان من كان ،، فاسمك أصبح لدينا يمثل ( حصانة كروية ) ضد أعتى الفرق فما بالك بفرقنا !!

وداعاً للإبداعات ،،،
وداعاً لآخر جيل العظماء ،،،،
وداعاً لمن ستفتقده كرة القدم ،،،
وداعاً لمن سنبكي فراقه الكروي مع كل مناسبة هلالية ( فبهِ ) يحلى الإنجاز ، وتزيد غلاة البطولة ..

سامي قدمت في الــ20 سنة التي لعبتها ( قواعد رياضية ستفيد آلاف الرياضيين في بلادنا ) ..
فقدومك لرياضتنا صححّت لنا مفاهيم كانت خاطئة لدينا ،،
فيكفي أنك أحضرت [ مفهوم الاحتراف الحقيقي] قبل أن يقــّــره اتحاد اللعبة لدينا ،،
ويكفي أنك جدّدت [ مفهوم التحدي ] بعد ما كان غائباً في رياضتنا ،،،

فأنت بحق [ الناضج المُجدّد ] لرياضة بلدك ،،،

وداعاً سامي ،،
وداعاً لأحرف اسمك ،،
وداعاً لأسطورة أتعبَ من بعده ،،،

سامي عبدالله الجابر .. وفقك الله في دنياك وآخرتك ،،
فأنت تستاهل كل خير لأنك الخير ( بكبره ) ...

شكرا

وداعا وداعاً سامي وداعاً وداعاً الكره السعودية

آآآآآآآآآآآآآآآهـ يـــا ســـــــا مـــــــيـ

الـــــوداع يـــا احــــلـــــى الاســـــا مــــيـ

مشكوووووووووووووور